شهر رمضان فرصة عظيمة تأتى كل 11 شهر، فرصة ليتخلص الناس من العادات الغذائية غير السليمة.
وذلك لأن الصيام يريح المعدة والجهاز الهضمى، ولكن للأسف هناك من يجعلون رمضان فرصة لالتهام كميات كبيرة من الطعام مما يسبب ارتباكًا في الجهاز الهضمى والشعور بالمغص والصداع الشديد، فضلا عن الخمول الزائد.
وحول كيفية تفادى ذلك والاستفادة من الصيام كان لموقع رسالة المرأة هذا الحوار مع الدكتور فوزى الشوبكى أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث.
كيف يمكن للفرد الاستفادة من الصيام ؟
الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب من شروق الشمس وحتى الغروب، وقد أكدت الدراسات والأبحاث على أن الصيامبشكل عام مفيد لصحة الانسان.
ولكن للأسف هناك كثيرا من الناس يتناولون طعامهم دون الالتزام بالقواعد الصحية السليمة والتى تضمن للإنسان أن يحافظ على صحته، وذلك من خلال تناول كميات من الطعام أكثر مما يحتاجون في أوقات غير محددة وأطعمة غير محددة أيضا، لذلك الصيام يجعل الانسان يلتزم بعادات غذائية معينة إذا التزم بها سوف يستفيد من الصيام.
وما هى العادات الغذائية السليمة التى يتبعها المسلم أثناء الصيام؟
في الصيام يستبدل نظام الطعام الطبيعى من ثلاث وجبات إلى وجبتين فقط، ومعنى ذلك أن الفرد في شهر رمضان يسقط مما يتناوله من طعام بمقدار وجبة اى ثلث ما يتناوله من طعام، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم) ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه).
وبالنسبة لتناول لوجبة الافطار بماذا تنصح الصائم؟
يجب إن يبدأ الصائم في تناول الافطار بالتمر و اللبن أو بعض المشروبات التى تحتوى على سكريات مثل: (التمر الهندى – الخروب – الكركديه) ، وهذا ضرورى للصائم بعد فترة صيام 14 ساعة عادة ما ينخفض مقدار السكر في الدم خلالها.
وفى هذه الحالة يحتاج الصائم إلى تعويض سكر الدم، وبعد ذلك صلاة المغرب وبعدها يفضل البدء بالأطعمة السائلة مثل الشوربة بجميع انواعها سواء لحم او دجاج او عدس وذلك لأنها تعمل على تعويض الماء المفقود على مدى فترة الصيام، وتحدث نوعا من الارواء لظمأ الصائم.
ثم البدء في تناول الوجبة الأساسية والتى يجب أن تحتوى على المكونات الطبيعية للغذاء مثل النشويات الموجودة في (الخبز – الأرز – المكرونة) واللحوم سواء الدواجن أو الأسماك، وإذا لم تتوافر اللحوم فينصح بالبروتين النباتى (العدس – الفاصوليا – الحمص – الفول) بالإضافة الى الفيتامينات والمعادن الموجودة في طبق (السلاطة) والفاكهة التى يتناولها الفرد بعد الوجبة.
هناك العديد من الصائمين يشعرون بالصداع الشديد والخمول بعد الإفطار فما هو السبب، وكيفية الوقاية والعلاج؟
هذا بسبب كثرة تناول الطعام والشراب بدون وعى عند الافطار، لأن المعدة عندما تمتلئ بأكثر من طاقتها تحدث خللا في عملية الهضم فضلا عن أنها تضغط على الجهاز التنفسى وعلى الرئتين.
وبالتالى لا يستطيع الجسم أن يأخذ احتياجاته من الاكسجين ويحدث الخمول والشعور بالمغص والصداع، لذلك يجب على الصائم أن يتحكم في كمية الطعام التى يتناولها قبل الشعور بالشبع التام خاصة في رمضان، ومن الافضل أن يؤجل تناول الحلوى بعد تناول وجبة الإفطار بساعتين حتى يريح المعدة.
وبالنسبة لوجبة السحور بماذا تنصح؟
يجب تناول وجبة السحور قبل الفجر بساعة في حالة النوم بعد صلاة الفجر، أما إذا انتظر الصائم بعد الفجر لقراءة الورد فترة فلا يوجد مانع من تأخيرها، وبالنسبة لمكونات وجبة السحور يجب أن تحتوى على الخضروات والفاكهة بشكل كبير لأنهما يمنحان الصائم احتياجاته من الفيتامينات والمعادن التي تشعر الصائم بالانتعاش والحيوية والنشاط.
فضلا عن أن معظم مكوناتهما ماء فتعمل على عدم شعور الصائم بالعطش، وذلك لأن الماء يفقد من الجسم على فترات، كما يجب أن تحتوى الوجبة على منتجات الألبان لاحتوائها على البروتينات والأملاح المعدنية سهلة الهضم، بالإضافة إلى العسل الاسود أو عسل النحل أو المربى، والفول بالبيض.
وماذا عن المرضى في رمضان ؟
الصيام فرصة لمريض السمنة للتخلص من الوزن الزائد في حالة اتباع السلوكيات الغذائية الصحيحة، أما مريض السكر والكبد والقلب فيجب عليه استشارة الطبيب المختص للتعرف على الحالة المرضية وذلك حتى لا تحدث مضاعفات للمريض اثناء الصيام.
وأخيرا نصائحك للصائم في رمضان بشكل عام؟
1- الاقلال من كمية الطعام بنسبة الثلث.
2- التوقف عن تناول الطعام قبل الشعور بالشبع.
3- الالتزام بمكونات الوجبة الغذائية.
4- بذل مجهود بعد الافطار من خلال صلاة التراويح.
5- عدم تناول وجبات بين الافطار والسحور حتى لا يحدث ارتباك للجهاز الهضمى.
6- شرب كميات كبيرة من الماء بين الافطار والسحور.
7- تناول وجبة السحور قبل الفجر بوقت كافى حتى يكون هناك فرصة ليبقى الصائم مستيقظا فترة لا تقل عن ساعة، أو تأخير السحور مع الاستيقاظ في فترة البكور.
حوار: مي محمود
المصدر: موقع رسالة المرأة